القائمة الرئيسية

الصفحات

04 - صناعة الكمال... سرُّ السيرة النبوية : فساد العقيدة

فسادُ العقيدة.. مِن أصنامِ الجاهليةِ إلى أوثانِ العصرِ الحديث. 

مقدمة

التوحيدُ الضائع.. رحلةُ الإنسانِ بين الأصنامِ والأوهام

لم تكن الأصنامُ مجردَ حجارةٍ نُحِتتْ في الجاهلية، بل كانت تعبيرًا عن أزمةٍ إنسانيةٍ عميقة: البحثُ عن معنى في عالَمٍ مليءٍ بالخوفِ والجهل

 اليوم، رغمَ التقدمِ العلمي، لم تتغير القضيةُ الجوهرية؛ فالإنسانُ ما زالَ يعبدُ أَصنامًا حديثةً تُسيطِرُ على قلبهِ قبلَ عينيه. فكيف تشكَّلت عقيدةُ الشركِ عبرَ التاريخ؟ وما أشكالُها الخَفية التي تَستعبدُنا اليوم ؟ 



الجزء الأول: جذورُ الشرك.. كيف تحوَّلَ العربُ من توحيدِ إبراهيمَ إلى عبادةِ الحجر؟ 


 
 
عَمْرُو بنُ لُحَي: الرجلُ الذي غيَّرَ مصيرَ أمة  

- الرحلةُ المُحْدِثة : خرج عَمْرُو بنُ لُحَي من مكةَ إلى بلادِ الشام، فرأى أقوامًا يعبدونَ الأصنامَ طَلَبًا للبركةِ أو خوفًا من الغضب. فقررَ أن يجلبَ صَنَمَ هُبَل، إلى مكة، وزعَمَ أنهُ "وسيطٌ" بين الناسِ والله  

- التأثيرُ الاجتماعي : تحوَّلَت مكةُ إلى مركزٍ دينيٍ مزيف، حيث انتشرت الأصنامُ حولَ الكعبة، وصارت تجارةً رابحةً لقريش 

أشهرُ الأصنامِ الجاهلية.. لماذا اختاروها؟ 

هناك عدةُ أقوالٍ حولَ هذه الأصنامِ منها

  • اللات: صنَمٌ ثُلاثي (حجرٌ أسود فوقه ذهب) في الطائف، عبدته قبيلة ثقيف، وكانوا يُقَدِّمونَ له القرابين  
  • العُزَّى: شجرةٌ مُقدسةٌ في وادي نخلة، عبدتْها قريش، وكانت تَرمزُ إلى القوة  
  • مناة: صنَمٌ حجريٌ في المشلل، عَبَدَتْهُ الأوسُ والخزرج، وارتبطَ بطلبِ النصرِ في الحروب  
  • هُبَل: أكبرُ أصنامِ مكة، وُضِعَ على الكعبة، وله سهمٌ للعِرافَةِ يُحددُ مصيرَ الناسِ حَسَبَ زَعْمِهِم 

لماذا عبدوها؟ 

  • الجهل: ظنوا أن الأصنامَ تقربُهُم إلى الله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ}
  • التقليدُ الأعمى: اتبَعوا آباءَهم دون تفكير: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ}
  • المصالحُ المادية: صارت الأصنامُ مصدرَ رزقٍ لسَدَنَةِ الكعبة وتجارِ القبائل

الجزء الثاني: توحيدٌ مُشوه.. كيف شوَّهَ العربُ دينَ إبراهيم؟  

شعائرُ مُحرَّفة.. عبادةٌ بلا روح

  • الطوافُ عُراة : زعموا أن ثيابَهم غيرُ طاهرة، فطافوا عُراة
  • التلبيةُ المُشرِكة : كانوا يرددونَ في الحج: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك إلا شريكًا هو لك، تملِكُهُ وما مَلَك
  • الذبائحُ للأصنام : يذبحونَ عند الأوثانِ طَلَبًا للشفاءِ أو النصر

أعمالٌ صالحةٌ بقلوبٍ فاسدة

  • سِقايةُ الحاج : كانوا يَخْدُمُونَ حُجَّاجَ بَيتِ الله، لكنها صارت وسيلةَ رياءٍ وتَفاخُر

أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

  • حِلْفُ الفضول : تحالفٌ للدفاعِ عن المظلومين، لكنهُ لم يمنعهم من اضطهادِ المستضعفينَ كَبِلال   

الجزء الثالث: الشِّرْكُ الخَفِي.. الأوثانُ التي نحملُها في قلوبِنا 

شِرْكُ الطاعة.. عندما يصبحُ البشر أَربابًا

  • الخوفُ منَ المخلوق : كِتمانُ الحقِّ خَوفًا من فقدانِ الوظيفةِ أو السمعة، مع أن الله يقول

فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ

  • طاعةُ الهوى : اتباعُ الشهواتِ كأنها إله 

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا 

شِرْكُ التوكل.. الثقةُ في الأسبابِ دون المسبب

  • التعلقُ بالطبِّ ونسيانُ الشافي : الاعتقادُ أن الدواءَ هو الشافي، لا اللهُ الذي خلَقَ الداءَ والدواء
  • الرهبةُ من السوقِ أكثرَ منَ الله : هلَعٌ من انهيارِ الاقتصادِ مع أن الرزقَ بيدِ الله

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ

شِرْكُ المَحبة.. العشقُ الذي يُذِلُّ القلب  

  • عبادةُ المشاهير: تَتَبُّعُ كلَّ تفصيلةٍ في حياةِ نجمٍ أو لاعبٍ، حتى يصبح قدوةً فوق الأنبياء 
  • الهَوَسُ بالمادة : السعيُ الجنوني وراءَ المالِ كأنهُ إكسيرُ الخُلُود  

شِرْكُ النية.. العمَلُ لغيرِ الله

  • الرياءُ في العبادة : الصلاةُ ليمدحَكَ الناس، أو الصدقةُ ثم تصويرُها
  • الزواجُ للجاه : اختيارُ شريكِ الحياةِ لمكانتِهِ الاجتماعيةِ لا لدينِهِ وأخلاقِه 

الجزء الرابع: الإسلامُ يهدمُ الأصنام.. ويبني عقيدةَ القلب 

تحطيمُ الأوثانِ المادية

- يومَ فتحِ مكة، دمَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم 360 صنمًا حولَ الكعبة، وهو يردد: «جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِل»، ليُعِيدَ الكعبةَ إلى رسالتِها كبيتٍ للهِ وحدَه 

تصحيحُ المفاهيم  

التوحيدُ أَولًا: جعلَ الإسلامُ الإيمانَ باللهِ أساسَ كلِّ شيء

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

العبادةُ شُعورٌ وعَمَل: ليست طُقوسًا جوفاء، بل إخلاصٌ وخُشوع

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 

مُحارَبَةُ الشركِ الخفي

التَّذَكُّرُ الدائمُ لله: كقولِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم

الإحسانُ أن تعبدَ اللهَ كأنكَ تَراه

تربيةُ الضمير: استحضارُ أن اللهَ يراقبُكَ في السِّرِّ والعَلَن

وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ  

الجزء الخامس: أصنامُ القرنِ الحادي والعشرين.. اختباراتُ العصرِ الحديث 

صَنَمُ التقنية.. عندما تصبحُ الهواتفُ معبودات

إدمانُ مواقِعِ التواصلِ حتى تُلهي عن ذكرِ الله

رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ

صَنَمُ العلمانية.. فصلُ الدينِ عن الحياة

اعتبارُ الدينِ مجردَ شعائرَ شخصية، بينما تُحكَمُ الحياةُ بقوانينَ وضعيةٍ تُعارِضُ الشريعة

صَنَمُ النزعةِ الاستهلاكية.. السعادةُ في الشراء

السعيُ وراءَ أحدثِ الماركاتِ كهدفٍ وجودي، وقياسُ القيمةِ البشريةِ بالماديات 

صَنَمُ الذات.. عبادةُ النفس 

ثقافةُ كن نفسَكَ المُطْلَقَةَ دونَ ضوابطَ أخلاقية، والتي تدفعُ إلى التمردِ على كلِّ القِيَم

خاتمة : التوحيدُ.. ثورةٌ على كلِّ أصنامِ الأرض

التوحيدُ ليس كلمةً تُلقى على المنابِرِ في المساجد، بل ثورةٌ تَدُكُّ عروشَ الطُّغيانِ المادي والمعنوي. إنهُ تحريرٌ للإنسانِ من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العباد 

للمُترددين : تَذَكَّر قولَ الله

أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ

للمُغَرَّرِ بهم : اسْأَلْ نفسَك: كم صَنَمًا يختبئُ في قلبِكَ دونَ أن تشعُر؟ 

للحائرين : اِبدأْ من هنا

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ 

فكما دمَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أصنامَ مكة، علينا أن نُدَمِّرَ الأصنامَ في قلوبِنا 

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

تعليقات

التنقل السريع